آخر الأحداث والمستجدات 

التفاصيل الكاملة حول اعتقال جزائرية منقبة بمكناس متورطة في تهريب المخدرات

التفاصيل الكاملة حول اعتقال جزائرية منقبة بمكناس متورطة في تهريب المخدرات

«أحببت المغرب، وعشقت صحراءه وناسه، ولدت سنة 1992 بمدينة ليون الفرنسية، وعشت رفقة والدتي التي هربت من جحيم الجزائر بعد مقتل جدي على أيدي جنرالات العسكر الجزائري، بعد ذلك قررت والدتي الزواج بشخص آخر، وتركتني تحت كفالة أحد الأقرباء، وعمري آنذاك لم يتجاوز السنتين، تعرفت على المغرب من خلال بعض الأصدقاء، فأتيت إليه زائرة سنة 2012، بعدها لم أبرحه قط، وعشت فيه طيلة هاته المدة، فكنت أخرج عند الحاجة إلى أقرب مدينة إسبانية لختم جواز السفر ثم العودة بسرعة إلى المغرب». هكذا بدأت «سونيا» حكايتها للمحققين عن سبب وجودها بالمغرب، بعد اعتقالها متلبسة بحيازة أكثر من ربع كيلوغرام من مخدرا الشيرا أمام إحدى وكالات الأسفار، والتي دأبت على السفر معها كل أسبوع في اتجاه أرفود والريصاني ومرزوكة.

كثرة رحلاتها أدخلت الشك والريبة في نفوس سائقي حافلات هذه الوكالة، وذهب خيالهم إلى أبعد الحدود، خصوصا حول طريقة لباس سونيا المتمثل في “النقاب”، فتم تداول الخبر بين السائقين وبعدهم مستخدمي الوكالة، إلى أن أصبح أمر «سونيا» المنقبة على طرف كل لسان. وصل الخبر إلى أحد عناصر الأمن، من هنا ستبدأ فصول جديدة من حكاية صاحبتنا المنقبة.

بعد تلقيه معلومة مثيرة كهذه، ربط رجل الأمن الاتصال برئيسه المباشر في الشرطة القضائية، وتلقى التعليمات بتتبع المعنية بالأمر، وجمع أكبر عدد من المعطيات والمعلومات حولها. ضرب المعني بالأمر رفقة زميل له حراسة مشددة على الوكالة، وحفظ عن ظهر قلب مواقيت الحافلات واتجاهاتها، فانتظر اليوم الموعود إلى أن وصلت سونيا، فأخذ يرقبها من بعيد ويتتبع خطواتها.

نزلت «سونيا» من الحافلة، واستقلت سيارة أجرة صغيرة في اتجاه حي السلام القريب من محطة سيدي سعيد الطرقية، بعدما ضربت موعدا مع صديقها «ياسين»، فخرجت معه في جولة بحثا عن أحد مروجي المخدرات بدرب بقال الشمس بالمدينة القديمة. بعدها جالت مختلف الأزقة والأحياء بحثا عن طلبها، لكنها لم تفلح في ذلك، لأن الشرطة القضائية بمكناس كانت قد مشطت المكان وقطعت مع الظاهرة وسط هاته الأحياء، فلم يعد المكان حينها آمنا لتجار ومروجي المخدرات سواء الكبار منهم أو «البزناسة».

رجعت «سونيا» إلى الوكالة في انتظار حافلتها التي ستقلها إلى منطقة مرزوكة، وأثناء انتظارها، انزوت بمكان غير بعيد عن الوكالة، وأشعلت سيجارة ملفوفة بمخدر الشيرا «جوان»، فانبعثت رائحة المخدر لتعم المكان، وكانت بذلك بطاقة المرور التي سيستغلها رجل الأمن المتخفي ورفيقه في الاقتراب منها، واستفسارها حول العديد من الأمور.

حيازة المخدر وتدخينه كانت وحدها تهمة كافية لإيقاف «سونيا» وتفتيشها من قبل رجلي الشرطة، اللذين عثرا أثناء عملية التفتيش على ربع كيلوغرام من مخدر الشيرا كان مخبأ بعناية داخل حقيبتها.

بعدها تم أخذ المتهمة نحو المصلحة، وتمت إعادة تفتيشها من جديد وبتدقيق وتركيز من طرف ضابطة شرطة تعمل بالشرطة القضائية بمكناس، فتم العثور على كميات أخرى من المخدرات كانت مخبأة تحت تبان المتهمة وحمالة صدرها.

بعد تقديمها لهويتها الكاملة، ومحاصرتها من قبل المحققين، اعترفت «سونيا» بمسؤوليتها في حيازة المخدرات، مضيفة أنها مدمنة على المخدرات، وأنها كانت تقتنيها لدى أحد تجار المخدرات بمنطقة كتامة الجبلية، وأنها اشترت مؤخرا كمية من هذا المخدر بمبلغ 1000 درهم.

بعد الانتهاء من البحث والاستماع، تم ربط الاتصال بالنيابة العامة. هاته الأخيرة أمرت بوضع المتهمة رهن الحراسة النظرية وتقديمها بعد 48 ساعة في حالة اعتقال، وبعد مثولها أمام أنظار وكيل الملك بابتدائية مكناس والاستماع إليها من جديد في كل ما نُسب إليها من تهم، تم إيداعها سجن تولال، في انتظار مثولها أمام هيئة التلبس الجنحية لتقول كلمتها فيها.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : عبد الرحمن بن دياب
المصدر : الأحداث المغربية
التاريخ : 2014-01-03 18:34:11

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك